صناعة البيئة نجاح | و كيف تساعدك على تحقيق اهدافك :
1 ) المقدمة :
في طريقنا نحو تغيير من أنفسنا إلى الأفضل ، أو السعى لتحقيق نجاح معين ؛ في الغالب نركز على تطوير قدراتنا الشخصية بشكل حصري ؛ وكل جهدنا ، و وقتنا ، يكون منصب على تغيير أنفسنا من الداخل ؛ إلى أن التركيز على تغيير أنفسنا من الداخل ليس أسرع ، و لأ أفضل طريق نحو تحقيق أهدافنا .
مثال : تخيل سمكتان سمكة كبيرة و قوية و لكن تسبح عكس التيار ، و سمكة صغيرة و لكن تسبح مع التيار ، فسمكة الصغيرة ستقطع مسافة أكبر من السمكة الكبيرة و بجهد أقل .
فحسب المثال السابق فشخص متوسط القدرات في بيئة مناسبة ، يستطيع أن يحقق نجاح كبير ، و شخص آخر بقدرات متميزة و لكن موجود في بيئة سيئة أو غير متلائمة مع أهدافه ، ربما يستطيع تحقيق أهداف صغيرة ، أو لن يستطيع تحقيق اي أهداف ؛ لأن البيئة التي يعيش فيها ضد ما يسعى إلى تحقيقه .
2 ) كيف تشكل البيئة شخصيتك و سلوكك :
تعريف البيئة : هي كل ما يحيط بك من أشياء و أشخاص و أفكار .
و تعتبر البيئة : هي اليد الخفية التي تشكل سلوك الإنسان .
فتأثير البيئة عليك أكبر من ما تتصور بكثير ، فكثير من جوانب شخصيتك ، و سلوكياتك ، و قدراتك ، تشكلت بتأثير البيئة التي تعيش فيها .
و لكن مع ذلك معظمنا يعتقد أن السبيل الوحيد لنجاح هو التغيير من الداخل ، و نتجاهل ان اي تغيير بسيط في البيئة يساعدنا ، و يسهل علينا بلوغ أهدافنا ، لأنه في كثير من الأحيان يكون التغيير في البيئة اسهل بكثير من التغيير في نفس .
و للعلم فإن قوة الإرادة تتناقص خلال اليوم ، اي ان قوة ايرادتك في بداية اليوم تكون أكبر منها في نهاية اليوم ، و مع كل قرار نختارة ، أو مشاعر نكبيتها ، أو إجبار أنفسنا على عمل أشياء مملة أو غير محببة .
فلو اعتمد على قوة الإرادة فقط ففرصة نجاحك ستكون ضعيفة ، و نحن في عصر ملئ بالمغريات ، و المشتيتات بشكل أكبر مما يملك معظم الناس من قوة الإرادة لمقاومة ، أو التعامل معها ، فالعمل على زيادة قوة الإرادة قد يستغرق وقت طويل جدا ، حتى لو استطعت زيادتها فليس من الحكمة إهدار جزء كبير منها في مقاومة بيئة سلبية يمكن تغيرها .
و علاقتك مع البيئة علاقة تبادلية أي انك تستطيع التأثير عليها مثل ما تؤثر عليك ، و تستطيع تغييرها مثل ما أنها تستطيع تغيرك ، و هذا جيد لكي لا تستسلم في البيئة التي وجدنا أنفسنا فيها من غير وعى منا ، و ليس هنا أن تغير من البيئة كلها ، و لا مهاجرة الى بلد أخرى ؛ فبعض التغييرات البسيطة في البيئة قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في سلوكينا و بالتالي في النتائج التي يمكن تحقيقها .
3 ) كيف يمكن صناعة بيئة النجاح :
صناعة بيئة النجاح نقصد به التغيير في البيئة بالتخلص من أو بإضافة أشياء ، أو أشخاص ، أو أفكار ، تساعدنا على تحقيق أهدافنا و الالتزام بقيام بها .
قواعد صناعة بيئة النجاح :
١》 لابد من وجود أهداف واضحة :
بدون أهداف واضحة فلن يكون لتغيير البيئة أي قيمة فعلى اى أساس ستغير البيئة اصلا ،
مثلا : شخص يحاول أن ينقص بعض من وزنة فستكون التغييرات في البيئة مختلفة عن شخص يحاول اكتساب بعض الوزن .
فتغيير في البيئة يكون على أساس الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه ، من أجل أن نعرف ما هي الأشياء التي نحتاج أن نضيفها ، و الأشياء التي يجب علينا أن نتخلص منها لذلك لابد من وجود أهداف واضحة .
2》 تحمل المسئولية و لا تتحمل الذنب :
هناك كثير أو قليل من المشكلات في البيئة التي تعيش فيها ان لست السبب فيها و ، لاتتحمل ذنب وجودها أشياء مثل : الوضع الاقتصادي السيئ ، أو ضعف فرص العمل ، و بعض العادات و التقاليد المنافية للدين و الاخلاق ، وغيرها الكثير من الأمور .
فهذه الأشياء أن تتأثر بها سلبا و لازم ( تتحمل مسؤولية التعامل معاها ) حتى لو لم تكن ان السبب فيها ، فالاكتفاء بالشكوى و العيش في دور الضحية غير مفيد ، ولن يغير من الوضع اي شيء ، و ليس المطلوب أن تتحمل جميع السلبيات طبعا و لكن لازم تعرف إنه في اي بيئة هناك تحديات ، و سلبيات ، و إيجابيات و لو لم تتحمل المسؤولية لتعامل معاها بذريعة انك ليت المتسبب فيها ؛ فتأكد أن الوضع الذي تعيش فية لن و لن يتغير أبدا من تلاقا نفسه .
3》لا تحقرن من المعروف شيئا :
في كثير من الأحيان لن تستطيع عمل تغيرات كبيرة في البيئة من حولك لكن هناك دائما مكان تستطيع أن تغير فية تغييرات بسيطة ، يمكنك القيام بها .
فمجموع هذا التغيرات البسيطة يمكن أن يؤدي إلى نتائج كبيرة في النهاية ، فلا تستهينوا باي تغير بسيط مهما يبدو لك انه بلا تأثير واضح في حياتك .
نصائح تساعدك على صنع بيئة النجاح :
1》تبسيط البيئة :
أن من مميزات البيئة البسيطة سهولة تشكيلها ، و تغييرها من أجل أن تتناسب مع اهدافك ، و تساعد على عدم التشتت ، و تقلل من الضغوطات النفسية، على عكس البيئة المزدحمة المليئة بالأشياء ، و التفاصيل ، و الأشخاص ، و الاهتمامات ، و الالتزامات المهمة و الغير مهمه ، ميزة البيئة البسيطة انها تساعدك على تكوين روئية واضحة ، و على العمل و الإنجاز .
2》تغيير الوضع الافتراضي :
ان الإنسان يفضل الاختيارات التي تتطلب أقل قدر من الجهد و التفكير حتى لو لم يكن الخيار الأنسب ، لذلك من الحكمة أن تصمم بيئة التي تحيطك بالشكل الذي يجعل الوضع الافتراضي هو الأسهل أو هو الأخيار الأفضل لتغيير حياتك .
مثال : إذا وضعت علبة من شكلاتة في مكان ظاهر في الصالون بحجة انها لضيوف فإن الوضع الافتراضي لأي شخص يمر من غرفة الصالون هو تناول قطعة من الشكلاتة ، فلذلك عليك أن تخفيها في مكان لا يراه فيها أحد .
3》حامل المسك و نافخ الكير :
عن ابي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما مثل الجليس الصالح و الجليس السوء ، كحامل المسك ، و نافخ الكير ، فحامل المسك ، أما أن يحذيك ، و أما أن تبتاع منه ، و أما أن تجد منه ريحا طيبة ، و نافخ الكير ، أما أن يحرق ثيابك ، و أما أن تجد منه ربحا خبيثة ) .
و عن ابي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل ) .
و في كتب تطوير الذات يرددون كثيرا أن مستوى نجاحك مقارب إلى متوسط نجاح أكثر خمسة أشخاص مقربين إليك .
فنصيحه هنا أن تبحث عن أكثر الأشخاص الذين تقضي معهم أكثر الوقت ؛ و تحدد منهم من الذي سيساعدك على تحقيق اهدافك ، و من الذي سياخرك عن تحقيق اهدافك ، ثم تتجنب الذي سيضرك تجنبك للشرر و الرائحة الكريهة ، واكتفي بوجود الذي يشجعك على سلوكيات الطيبة التي تدفعك نحو تحقيق اهدافك .
4 》 الالتزام المسبق :
هو أن تأخد قرار يجبرك في المستقبل على الالتزام بسلوك أو عمل معين .
أشكال الالتزام المسبق :
١》عمل تغيير في البيئة يجبرك على الالتزام بسلوك معين .
٢》الإعلان عن هدفك أمام شخص أو مجموعة من الناس وتطلب منهم ان يوتابعو تقدمك .
٣》الاستثمار الملزم بان تشترك مثلا في نادي لرياضة و تدفع رسوم الاشتراك لسنة كاملة .
5 》انتقاء الأفكار :
ضروري أن تعرف أن تفكيرك هو إعادة تدوير للأفكار التي اطلعت عليها في الماضي ، لذلك من الضروري أن تنتقي الأفكار ، و مصادر الأفكار التي تطلع عليها .
و هذا اسهل من انتقاء الأشخاص ، قد تشعر ببعض الاحراج من انك تتجاهل أشخاص تعرفهم و تقطع علاقتك معهم ، و لكن لا يوجد حرج من إلغاء متابعتك لقنوات ، و حسابات ، و أشخاص لا يقدمون لك شيء سوى المتعة ، و التسلية الرخيصة .
فعادتا ما يأتي معاها كثير من الأفكار التي تجعل صاحبها يستهين بأشياء كثيرة و مهمة في حياته و تجعلة يعطي أهمية لأشياء تافهة لا تستحق ؛ و لا يوجد اسهل من متابعة القنوات ، و الحسابات ، و أشخاص يقدمون لك أفكار مفيدة تنفعك في حياتك ، حتى لو ما كنت تعمل معظم الذي تسعى ، غنوة الأفكار التي تتلقاها ستظل لها تأثير كبير على توجيهك ، و محاولاتك التي تقوم بها مع ضعفها و لكنها في طريق الإصلاح ، و التطوير من نفسك هذا أفضل من انها تكون في اتجاه إضاعة الوقت في التسلية الفارغة و التقليل من قيمة العمل .
هذا كان كل ما لدينا في صناعة بيئة النجاح و أرجو أن تستفيدوا من هذا المقال هذا و بالله التوفيق .
أقراء ايضن :
العادات السبع للناس الاكثر فاعليه.
....}><{... ]><[...|><|...
إرسال تعليق