وظائف التسويق وأهميته :
1 ) المقدمة:
في ظلِّ المنافسة الشديدة والتطوُّر الهائل الذي مسَّ عدة مجالاتٍ وتخصصات، شهد مجال التجارة تطوُّرًا سريعًا في السنوات الأخيرة، وصحب هذا التطوُّر خلق وظائف ومهام جديدة داخل الشركات والمؤسسات التجارية أو الصناعية، من بينها وظيفة التسويق، والتي تُعدُّ تخصُّصًا قائمًا بذاته.
2 ) وظيفة التسويق :
وظيفة التسويق عبارة عن مجموعةٍ من العمليات التي تهدف إلى اكتشاف رغبة العملاء وما يحتاجون إليه بغرض تلبية رغباتهم وسدِّ حاجاتهم، أي أن وظيفة التسويق هي تلك العلاقة التي تربط الإنتاج بالاستهلاك.
فيما يأتي بعض الوظائف الأساسية التي تُعنى بها وظيفة التسويق:
● إجراء أبحاث السوق: تتضمن أبحاث السوق تجميع وتحليل وتفسير المعلومات عن العملاء المستهدَفين والحاليين والسابقين، ودراسة المنافسين ومعلومات السوق والمنتجات والخدمات المعروضة للبيع في السوق، بالإضافة إلى البحث في الشؤون المتعلقة بعادات الإنفاق واحتياجات الأسواق .
● تحديد الأسعار: يتم تحديد السعر للمنتج أو الخدمة مع تجنب الأسعار المرتفعة جداً، وغالباً ما يتم التوصل إلى السعر المناسب من خلال أبحاث السوق والتجربة والخطأ.
● إعداد القنوات الترويجية: حيث يُعد الترويج للمنتجات والخدمات أمراً ضرورياً للمنظمة لتتمكن من جذب عملاء جدد، كما أنه وسيلة للحفاظ على الزبائن الحاليين، ويمكن استخدام عدد من الوسائل الترويجية الحديثة والقديمة أو المزج بينهما كاستخدام وسائل االتواصل الاجتماعي.
● تمويل المشاريع: تتضمن مهمة التسويق الحصول على الأموال بطرق عدة؛ كالاستثمارات أو رأس المال والقروض، وذلك بهدف تمويل إنشاء المنتجات والخدمات والإعلان عنها.
● إيجاد أفضل قنوات التوزيع: حيث تُعنى مهمة التوزيع بطرق حصول المنظمة على المنتجات أو الخدمات التي تريد بيعها للزبائن، والوسائل التي سيتم من خلالها توصيل المنتجات إلى الزبائن؛ إذ لن تتمكن المنظمة من جني الأموال في حال عدم قدرتها على توصيل ونقل المنتج إلى العملاء.
مهام وظيفة التسويق :
● تهدف وظيفة التسويق أولًا إلى معرفة رغبات المستهلك أو العميل وحاجاته، ويتم ذلك عن طريق دراسة سلوكيات العملاء وعاداتهم الشرائية.
●بعد ذلك تأتي مرحلة توجيه المؤسسة أو الشركة لتوفير منتجٍ يلبي رغبات هؤلاء العملاء، مع مراعاة الكمِّ والجودة والنوعية التي تتلاءم معهم.
● ولتحقيق الهدف السابق، يجب توجيه جهود الشركة إلى إعلام العملاء والمستهلكين بتوافر هذا المنتج، ويتم ذلك عن طريق الترويج والإعلانات، حتى يصل إلى المستهلك بسرعة.
● من مهام وظيفة التسويق أيضًا توجيه من يُسمَّون برجال البيع Sales men، لاستعمال الوسائل والأدوات التي تليق بكلٍّ من المنتج والعميل في الوقت نفسه.
● الحرص على معرفة مدى رضا العميل عن المنتج من المهام أيضًا، وهذا الأمر مهم جدًّا بالنسبة إلى موظف التسويق.
● دفع الشركة أو المنشأة إلى تحقيق المزيد من رضا العملاء بغرض المحافظة عليهم وجذب عملاء جدد.
دفع الشركة إلى خلق سياسة تسعيرٍ مناسبة للسوق وللشريحة المُستهدَفة، للحفاظ على المنافسة وضمان مرتبةٍ جيدة في السوق.
وظيفة التسويق في العالم العربي :
كبقية مشاهد التطوُّر التي يشهدها العالم الغربي، والتي دائمًا ما نكون نحن كمُجتمعٍ عربي متأخرين عنها وبعيدين كل البعد عن مواكبتها، تقع وظيفة التسويق تحت ظلِّ هذا التجاهل تجاهها وتجاه عدة استراتيجياتٍ حديثة؛ فلدى شركاتنا ومؤسساتنا تصورات خاطئة بشأن عدة مجالاتٍ ووظائف حديثة، من بينها وظيفة التسويق.
تخلط الكثير من المؤسسات العربية -إن لم نقُل جميعها- بين وظيفة التسويق والبيع، فإذا ما تقدَّم المختص في التسويق إلى وظيفة التسويق التي أعلنت عنها شركة ما، فالأكيد أنه سيُصاب بالإحباط، لأنه سيكتشف أنه سيتولى عمليات البيع المباشر للمستهلك، سواءً كان فردًا أو شركاتٍ أخرى.
3 ) أهمية التسويق :
1》على مستوى المنظمات :
تظهر أهمية التسويق في الشركات من خلال النقاط الآتية:
● القدرة على إعادة هيكلة المبادئ التوجيهية الاستراتيجية الخاصة بالشركة وفقا لتغيرات السوق مع مرور الزمن، والتفكير في الزبائن المحليين والخارجيين بشكل مستمر.
● تسهيل التواصل مع الناس، وذلك من خلال التعريف بالشركة بشكل واضح ويناسب عامّة الناس، والدفاع عن جودة المنتجات والخدمات التي تقدّمها الشركة، وشرح كيفية تحسين المنتجات وتطوير خدمة الزبائن، وكيفية تقديم المزيد من الدعم للشركاء الاستراتيجيين.
● المحافظة على سمعة الشركة، وامتلاكها رؤية واضحة بالنسبة لموظفي الشركة قبل الزبائن، فذلك يساعد على استمراريتها.
٢》على المستوى الاقتصادي :
يساهم التسويق في زيادة نمو اقتصاد العالم الحالي من خلال تطوير الإنتاج والخدمات والسلع، وذلك يؤدي إلى زيادة فرص العمل في مجال الصناعات، والزراعة، والتعدين، وذلك لأنّ التسويق يزيد الطلب على المنتجات.
٣》على مستوى المجتمع :
يمكن حصر أهمية التسويق على مستوى المجتمع في النقاط الآتية:
● إعلام وتثقيف المستهلكين وتزويدهم بمعلومات التواصل مثل: العنوان، ورقم الهاتف، وتاريخ المنتج، وكيفية التخزين وما إلى ذلك، ، فالتسويق يهدف إلى تحديد حاجة المستهلك وشرح أهمية تلك المنتجات والخدمات له، ممّا يساعد على تسهيل عملية الشراء ووقوعها.
● إعداد وإدارة توقعات العملاء والزبائن، مثل الأخذ بعين الاعتبار أنّ العملاء يعتمدون على العلامة التجارية الموثوقة، كما يمكن للشركات استخدام طريقة التسويق لإعلام المستهلكين بالتطوّرات والتغيّرات مثل حدوث شراكة أو نقل الملكية، وذلك لأنّها تؤثر على عروض المنتجات أو تؤدي إلى تحسين الجودة.
● زيادة فرص العمل من خلال توسيع دائرة الأعمال، وخلق الوظائف، وزيادة النمو الاقتصادي.
● تطوير مجال علم النفس السلوكي والتنبؤ الاقتصادي، وزيادة حملات التوعية للقضايا العامة والاجتماعية المهمة، وذلك من خلال دراسة البيانات التسويقية ومعرفة علاقتها بسلوك المستهلك، فالمحلّلون الاقتصاديون يمكنهم معرفة سبب اتخاذ الناس للقرارات.
أهمية التسويق في الوقت الحاضر :
قد يتساءل الكثير منكم حول أهمية التسويق في الأسواق وما كان ليحدث دون وجود هذا المصطلح، ويمكن القول باختصار أن التسويق هو من أهم العمليات الخاصة بالمنشأة حيث ترجع أهميتها إلى ما يلي:
● من خلال التسويق يتم معرفة ما هي أبرز رغبات المشتري.
● معرفة ما يتم تداوله بكثرة داخل السوق من منتجات وخدمات.
● معرفة ما هو حجم رضا العميل عن السلع والمنتجات المقدمة.
● تقديم تقرير لصاحب العمل أو البائع حول مدى جودة ما يقدمه من سلع وخدمات ومدى رضا العميل عن الأسعار المقدمة من خلال آراء السوق.
● يساعد التسويق في تقديم دعم كامل فيما يخص التخطيط لعملية الإنتاج في المراحل المختلفة.
اقراء ايضن :
إرسال تعليق