اتخاذ القرار مفهومة و اهميتة و خطواته
1 ) اتّخاذ القرار :
تمرّ حياة الإنسان بالعديد من المتغيرات والظروف والمواقف التي تستثير دافعيّته تجاه أمرٍ على حسابِ أمورِ أخرى، أو تجعله مُقيَّداً باختيارِ أمرٍ بين مجموعة من الأمور أو المتغيِّرات؛ بقياسها في ميزانِ الأولويّات والمتطلَّبات المُتاحة والمفروضة، وقد يدخل الإنسان نتيجة ذلك في جوٍّ من الحيرة والتخبّط نتيجة تعريضه لعمليّة المفاضلة أو الاختيار الطوعي أو القسري، يجري ذلك على صعيد الأفراد والمؤسّسات وحتى المجتمعات؛ إذ تزخر جميع القطاعات بالمواقف اليوميَّة والمستمرة التي تتطلَّب فعلياً تحديد اختيارٍ أو بديل من بين جميع البدائل المتاحة والممكنة فيما يُعرَف إدارياً باتّخاذ القرار.
2 ) تعريف اتّخاذ القرار إداريّاً :
استند المختصّون في علم الإدارة في تعريفهم للقرار بصورةٍ عامَّة على خصائصه العامة؛ من حيث المحتوى التعبيري، والشكل التعبيري، والمحتوى النظري أو المحتوى الفكري للحالة أو المضمون المتعلِّق بالقرار، ليصطلحوا من خلال تلك الخصائص على تعريف القرار بأنَّه عمليَّة اختيار مدروسة لأحد البدائل المُتاحة المتوفّرة، تتمّ وفق تحليلٍ مُوسَّع لجميع جوانب الموقف أو المشكلة الخاصَّة بالقرار، وبذلك فإنَّ عمليَّة اتخاذ القرار من وجهة نظر الإدارة تتسم بكونها عمليَّة مفاضلة موسَّعة وتحليليَّة، تستهدف اختيار بديل واحد من بين مجموعة من البدائل المتاحة والمقترَحة؛ لتحقيق هدف أو مجموعة من الأهداف بما يتناسب مع عناصر الموقف وعوامله.
وتندرج تحت هذا الباب تعريفاتٌ عديدةٌ متقاربةٌ، أهمُّها ما ذهب إليه الباحثون في تفسير القرار واتخاذه، طبقاً لما يأتي:
● نيجرو: عرَّفه بأنّه عمليَّة اختيارٍ واعٍ لبديل بين البدائل المُمكنة في موقفٍ معيَّن.
● درويش: البتُّ النهائيّ والإرادة الواضحة والصريحة لصانع القرار حول ما يجب عليه فعله أو تركه؛ للوصول إلى هدف محددٍ ونهائي حيال أمر معيَّن.
● ماكلوري: عمليَّة متعلّقة بالوصول إلى المعلومات ومعالجتها؛ لتحقيق الأهداف الخاصَّة بموقف معيَّن.
● هاريس: عرَّف عمليَّة اتخاذ القرار بأنَّها دراسة تحليل وتمييز للبدائل المتوفّرة والمستندة إلى قيم ودلالات لاختبار بديل واحد، يتناسب مع ثقة متّخذ القرار وعوامل الموقف.
3 ) أهميّة اتّخاذ القرار :
يتميَّز اتخاذ القرار بمكانته الجوهريَّة في العمليَّات الإداريَّة؛ إذ لا بدَّ من وجود القرارات والمفاضلة التي تقود إلى الاختيار في جميع نشاطات الإدارة ووظائفها، وتبرز أهميَّة اتّخاذ القرارات من النَّاحية الإدارية في جوانب التخطيط ووضع الأهداف والسياسات والاستراتيجيات التي تنتهجها المنظمة أو تتبنَّاها؛ لتعكس من خلالها هويَّتها، وجوانب اختصاصها، وحدودها المكانيَّة والزَّمانيَة، كما تظهر أهميَّة اتخاذ القرارات في تحديد الشركات لمُدخلاتها ومواردها، ورسم الأساليب والآليات النَّاظمة لعملها ونُظُم تشغيلها، وبناء السلم الهيكلي والتنظيمي المناسب لنشاطاتها وإمكاناتها، ولا يُغفَل جانب اتخاذ القرارات في الدوائر الرقابيَّة والإشرافيَّة التي تُعنى بقياس الأداء وتقييم الأعمال، وما يترتّب عليها من مسارات تصحيحية وخُطط بديلة، تحتاج إلى تغليب المصالح وفقاً للبدائل المتاحة والسلوكات الواجبة أو المواقف الطارئة.
4 ) خطوات لاتخاذ القرار :
هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتباعها لاتخاذ القرار الصحيح، ومنها ما يأتي:
● تعريف القرار: يجب القيام بمعرفة طبيعة هذا الخيار.
● جمع المعلومات: ما هي المعلومات المطلوبة، وأفضل مصادرها، وكيفية جمعها، حيث إنّ بعض المعلومات يتمّ أخذها من التفكير الداخلي للفرد، وأخرى من الناس، والكتب، والإنترنت، وغيرهم.
● تعريف البدائل: عند التفكير بالقرار والخطوات يجب وضع خطط بديلة ممكنة ومرغوب بها.
● موازنة الخطوات: وذلك من خلال التخيل باستخدام المعلومات المتاحة والمشاعر، هل من الممكن أن تساعد هذه الطرق والبدائل على الوصول إلى الهدف، وخلال هذه العملية سوف تأتي أفكار أخرى للحلول الممكنة، وبعدها يجب ترتيب هذه الخطوات بالترتيب من حيث الأولوية حسب القيمة.
● الاختيار من بين البدائل: بعد موازنة الخيارات يقوم الشخص باختيار البديل الأنسب له حسب الأولوية، ويمكن أن يكون هناك دمج بين الطرق.
● القيام بالتنفيذ: البدء بتنفيذ الطريقة التي قام الشخص باختيارها.
● مراجعة القرار وعواقبه: يتمّ مراجعة نتائج هذا القرار ورؤية إذا ما كان يحقق الحاجة التي يريد الشخص الوصول لها، فإذا لم يلبي الحاجة المرادة فيجب إعادة هذه الخطوات واتخاذ قرار جديد.
6 ) صفات القرار السليم :
● أن يؤثر القرار بشكلٍ إيجابي على الآخرين.
● أن يكون قابلاً للتكرار من الآخرين.
● يشجع القرار الجيد الفرص ويدفع الآخرين إلى العمل.
● يشمل الآخرين.
● قابل للتنفيذ وواضح الخطوات.
● أن يكون مبرمجاً ومنظم، لتقييم النجاح للوصول إلى الهدف من اتخاذ القرار.
● يقبل التحليل، فعليه أن يكون محدداً زمنياً ويقاس للتأكد من النجاح.
● أن يكون واقعياً وبعيداً عن المشاعر المنحازة للذات فقط.
● يضمن الوعي الذاتي.
أقراء ايضن :
هذا و بالله التوفيق والنجاح للجميع
و السلام ختام ( :* & ).....
إرسال تعليق